( داحس والغبراء )
إلى متى نبكي على أطلالنا
وبكل خاطرة نفيض رثاء
قيد الجهالة يستبد بفكرنا
ويزيدنا فوق الوباء وباء
تلهي خرافات الهراء عقولنا
ونعيد ما ولى وصار هباء
وكل جدل ينتهي بخلافنا
ونصير بعد حديثنا أعداء
وكأننا ما عاد يشغل بالنا
إلا القديم يوافق الأهواء
وبفكرنا كم من سؤال حائر
قد ظل يشغلنا صباح مساء
كيف المهلهل خاضها حرب البسوس
وكيف داحس يسبق الغبراء ؟
ومن من فحول القوم في غزواته
إستوطن المرعى وغنم الماء ؟
وحرق المضارب قاهرا أعداءه
وسبا الجواري وإستباح دماء
ومن كان مجنونا جميل بثينة
أم عروة في عشقه العفراء ؟
ومن يفوق جرير في نظم الهجاء
وفي الرثاء يقارع الخنساء ؟
وأبو فراس أي شعر قاله
أبكى لشدة حزنه نجلاء ؟
ونزيد أدوار البطولة زينة
ولكل ملحمة نضيف بهاء
وكل سرد ينتهي من وحينا
ببطولة لنخلد القدماء
ولأن حاضرنا يضيق بجهلنا
ونرى التطور يرفض الجهلاء
هربنا إلى الماضي ودون دراية
أن الهروب يواكب الضعفاء
أفكار أصحاب العقول نميتها
في مهدها ونحارب العلماء
بالجهل نرغمهم على هجرانهم
لبلادهم كي يصبحوا غرباء ،،،