دعوة مقبولة
دَعَتْنِي أجَالِسُها عَلی فِنْجَانِ قَهْوَتِهَا
فَسُرِرْتُ مِنْ لُطْفِ سَيّدَتِي وَدَعْوَتِها
قَالَت صَدِيقِي كَيْف تَشْرَبُهَا وَتَرْغَبُهَا
أمْ إنّكَ مِثْلِي سَتنعِشُك مَرَارَتُهَا
قُلْتُ لَهَا إنّي أحِبُّ قَهْوَتِي وَسَطَاً
يَكْفِي مِنَ الدُنْيَا مَرَارَتُهَا وَقَسْوَتُهَا
لَكنّي أشْرَبُهَا وأمْعِنُ فِي تَلَذّذِهَا
لَوْ كَانَ إصْبَعُ ذاتَ الحُسْنِ نُكْهَتَها
وَسألْتُهَا مَاذَا وَلَوْ نَزَلَتْ قَطْرَةٌ تَجْرِي
عَلَی الشّفَةِ السُفْلَی مِنْ بَعْدِ رَشْفَتِها
قَالَتْ يَمْنَعُهَا الكَأس ان تسقط
عَلَی شفتي
مَا أنْتَ فاعِلٌ لَوْ سَقَطَتْ يَا لِرَوْعَتِهَا
قلت سَأمْسَحُهَا بِإبْهَامِي عَلَی مَهْلٍ
وأصَابِعِي الأخْرَی تُلَامِسُ طَرْفَ وَجْنَتِها
فَتَبَسّمَتْ قَالَتْ عَلِمْتُ أنْ سَتَفْعَلهَا
ورَضيتُ مَا تَبْغِي فَشَارِكْنِي بِمُتْعَتِهَا
هَلْ هَذَا حُلُمٌ مِنْ أحْلَامِ ذاكِرَتِي
أمْ إنه حُلُمٌ مِنْ أحْلَام يَقْظَتِهَا
لَوْألْقَی تَفسِيرَاً مَنْ ذَا يُفَسِّرَهُ
قَدْ عَجِزَ عَقْلِي عَنْ تفسير قِصّتِهَا
د. نصرمصباح