ندوب و نقوش في الذاكرة،
ليالي الشتاء الباردة محطات للحنين والذاكرة، تتسرب الذكريات و تأخذني جميعها إليك حينما كانت كلماتك الرقيقة دروس ملهمة و حركاتك تجارب حسية و حين كانت هوايتي المفضلة مطالعة عينيك الناعستين و الإبحار عبرهما الى جزر الكنوز و المغامرات، و يأخدني شريط الذكريات الى ذاك الزمان حينما كنت أتصفح معالم انوثتك سطر بسطر و حرفا بحرف و نقطة بنقطة، حين تعلمت منك روعة التجربة و لذة الجسارة و التوق الذي لا ينقطع للمعرفة، لا زلت أعيش في زمن أول الدروس المحفوظة عن ظهر قلب و أروعها الى الأبد، و الآن وبعض كل هذه السنين و كل هذه النقوش المحفورة في الذاكرة، أتوق بكل قوة ووقار الى أن أكون تلميذك النجيب الذي لا يمل من تعلم المزيد و تجربة عوالم الوعي و اللاوعي. فهل يعود ما مضى أو نتصالح مع الذاكرة.