لحظة ندم
كَتَبْنَا لَكِ بَوْحَاً مِنَ الْقَلَمِ
وَالْحِبُرُ بَيْنَ دَمْعَتِي ونَجِيعِي
وَصَنَعْتُ مِنّكِ غَايَةَ الّحُلُمِ
وَرَأْيْتُ فِيكِ جَنّتِي وَرَبِيعِي
أسَفَاهُ لَمْ ألْقَى سِوَى قَلَمِي
حَتَّى يُكَفْكِفُ عَبْرَتِي وَدُمُوعِي
وَعَضَضْتُ إصْبَعِي بَيْنَمَا نَدَمِي
كَالنّارِ فِي صَدْرِي وَبَيْنَ ضُلُوعِي
أرْسَلْتُ مَا أرْسَلْت فِي
شَغَفٍ لَكِ
وَالْأمَلُ يّوقِدُ فَرَحَتِي وَشُمُوعِي
أمّا التّفاؤلُ يَكْتَسِيهَا مَشَاعِرُي
وَيَعِمُّ ذَاكَ الْخَافِقَ بِضُلُوعِي
قَدْ كَانَ ذَلِكَ كَالدَّلِيلِ لِطِيبَتِي
وكَمّ مَرّةٍ كَانَتْ سَبِيلُ وُقُوعِي
يَا طِيبَةً أثْبَتُّ فِيهَا سَذَاجَتِي
لِلّه دَرُّ بَسَاطَتِي وَخُنوعِي
قَدْ كَانَ رَدُّكِ حَاسِمَاً فِي حِينِه
وَأغْتَالَ لُطْفِي فِي الْهَوَی وَخُضُوعِي
وَلَقَدْ تَمَثَّلَ فِي رَصَاصَةِ رَحْمَةٍ
أصَابَتْ فُؤادَي فَصَارَ كَالْمَفْجُوعِ
حَتَّی دَفَنْتُ الْعِشْقَ سِرّاً خَالِدَاً
وَقَفَلْتُ بَابَ مَشَاعِرِي وَخُشُوعِي
وَلَزِمُتُ اوْرَادِي وَبَاقِي صُحْبَتِي
وَلَجأتُ للرّحْمَنِ قَيُدَ رُكُوعِي
هَذَا أنَا وَالْقَلَمُ يَنْسُجُ أحْرُفِي
قَبْلُ الْمَنَامِ وَقَبْلُ وَقْتِ هُجُوعِي
فَأقَمْتُ بِالْحَرْفِ صَلَاةَ جَنَازَةٍ
وَلَقَدْ تَطَهّرْتُ بِمَاءِ دُمُوعِي
وَقَفَلْتُ لِلْأبَدِ جَمِيعَ مَدَاخِلِي