هذا الدليل
تلك كانت أغنيات الليل لا يقبلها الصباح
أنا في الزمن الأحوى ينعتني أهلي بالصداح..
مراحي من مزارع الزيتون حتى الجنون ..
كم من المرات أبحث عن بيوت أهلي
تلك التى غمرها السيل وضاع معها الدليل..
أنا على الطريق عمود كهرباء ..
أنير درب الاخرين ..في كل حين
الأغنيات التى يحملها الاثير تنبع مني ..
حياتي كلها عشتها بالتمني .
كم تمنيت قصرا فوق جبل دوغة
وبيت في الخضراء ..
كم تمنيت خيمة تشبه خيمة جدي .
تلك التى كانت بوابة الريح في الصحراء
كم تمنيت أن أصبح مثل أبي الفلاح ..
أبذر القمح على تخوم الوادي وفي ربوعه .
نحتاط من القحط ونرضى بالقليل..
مثل أبي لا يؤنسني شيء ..
سوى قصائد الشعراء ..
وصهيل الخيل ..
أمنياتي تأجلت في القرن العشرين .
في هذا القرن أمنحها نفسي الطويل ..
سأدعو عمار الارض ..
يبنون مدارس على أنقاض الجهل .
يبنون مسرحا لهذا الجبل ..
ومستوصف صغير ..
نداوي جراحنا من غدر ذوي القربى
وعازات الزمان وفجوعة ..
لينام الطغاة على ارزاقنا ..
سنتحرر ذات يوم ...
ونأتيهم بالدليل...