ثرثرة قديمة .
لست الثرثار الوحيد في هذه البلدة..
غيري كثيرون يحتسون الشاي الاخضر
عند الكرمة الصفراء..
يتسللون إلى مجالس النساء ..
يطرحون أسئلتهم الغريبة حول ماضهن المستتر..
يرفعون الحصانة عن ذكرياتهم معا ..
يقرضون الشعر عن الجمال المفقود ..
يستدرجون معاطن شربهم ومراح خيالهم ..
يثرثرون بلا معني وهم الان عتات ضالين .
يجوبون شوارع المدينة ..
(2)
البلدة الصامدة في وجه السحرة..
الذين يفدون اليها بعد منتصف الليل ..
ماذا عنهم وهم يطلبون النزواة المحرمة .
لم تكن ثرثرة حين قلتها على رؤوس الاشهاد .
ابطالها يمتازون عنا بالعباءات البنية ..
يفرشونها حين يحتاجون لها وقد نزعت الريح ثيابهم
طال الان غيابهم .....هل لا زالون يرتادون الشواطيء
الخالية منهم في اعوام النكسة والردة ..
يثرثرون الان وهم يسردون حكاياهم لجيل الذي تلى..
هل اصبحت النجاسة مثل اعلى .
لست الوحيد ..
إسألوا جارتي الحسناء ..من كان يجلب الحطب ..
ويوقد النار في الشتاء ..
من كان يهيأ للعصافير اعشاشها .( كلام فارغ) .
دعوكم من السرد الذي يفضي إلى النهايات ..
تلك التى يرمي بها العشاق قاع النيل ...
تركنا الكثير ...
فلا نقبل بالقليل...
(3)
الثرثرة التى تدخل بيوت الناس .
وتنزع ثياب الاطفال ..كأنهم يعيشون في الادغال.
الثرثرة التى تبدأ بالقيل والقال ..
يشرب روادها من الكؤوس الفارغة ..
يتحدثون خلالها على النساء الفارعة..
ألم يعدنا الله بالقارعة ما القارعة..
لست وحدي من يثرثر عن مسارب ايامي التى سقطت .
بين البيد وراس العيد ..
حافيا ألحق بالقافلة ..وانا سعيد ..
كي لا يسبقني الزمن ..بأي ثمن ..
لا يأسرني الحب ذلك المطب...
حافيا لكنني وصلت ..رغم المحن..
ربما الان بعيد ..
يوم ما سأعود للخضراء ...
على غالب الترهوني
بقلمي