وَغَدَوْتِ حُلُمَاً لاَ يُفَارِقُ عَيْنِي
نَادَى مِنَ الْأعْمَاقِ صَوْتَاً هَاتِفَاً
فَتَنَبّهَتْ رُوحِي مَعَاً وَيَقِينِي
قَدِمَتْ مُعَذِّبَتِي بِخَطْوٍ وَاثِقٍ
فَاغْرَوْرَقَتْ مِنْ اجْلِ ذَلِكَ عَيْنِي
يَا مَنْ إذا كَتَبَتْ طَرِبْتُ لِحَرْفِهَا
مَا كُنْتُ أحْسَبُ حَرْفَهَا يُحْيينِي
مَنَحَتْنِي أرْوَعُ صُورَةٍ بِبَرَاحِهَا
كَمْ حَرْفِهَا دَوْمَاً هُنَا يُشْجِينِي
أحْسَسْتُ نَبْضَاً كَامِنَاً بسطُورِها
نَبْضٌ وَحِسٌّ يَسْتَدِرُّ حَنِينِي
لَيْتَ الْذِي يَجْتَاحُ عُمْق مَشَاعِرِي
يَنْقُلُهُ حَرْفِي بِمَا تَخُطُّ يَمِينِي
خَيَالٌ كَمَا رُوحُ الْمَلاَكِ يَزُورُنِي
هَمَسَتْ لِيَنْبُضَ بِالْفُؤادِ وَتِينِي
تَسْمُو بِهَذا الْوِدِّ رُوحِي وَرُوحُهَا
لِيَنامَ هَذا الْوِدُّ فَوْقَ جَبِينِي
عَطَشِي إنْتِظَارٌ ثُمَّ يَاتِي بَوْحُهَا
يَنْسابُ بِالْوِجْدَانِ كَيْ يَرْوِينِي
مَا أجْمَلَ اللّحَظَاتِ حِينَ قُدُومِهِ
هَذا الْبَرِيدُ يَكَادُ انْ يُبْكِينِي
يَايُّهَا الْحُسْنُ الْاصِيلُ تَرَفّقِي
قَلْبِي تَجَمّعَ لَوْ تَرَيْ بِعُيُونِي
مَاتَتْ حُرُوفُ الأبْجَدِيَّةِ كُلّهَا
وَتَسَمّرَ الْقَلَمُ الّذِي
بِيَمِينِي
لَمْ يَبْقَ بَعْدُ مَا تَقَدَمَ سَرْدَهُ
الاّ مَرَاسِمُ فِي الْهَوَی تَأبِينِي
د.نصرمصباح